والكاف مضاف إليه، والخبر محذوف وجوبا؛ لأن المبتدأ نص في القسم.
3- إذا وقع بعد المبتدأ ( واو ) هي نص في المعية (بمعنى مع) ، مثل :
كل امري وشأنه . التقدير كل امرئ وشأنه مقترنان، أي كل امرئ مع شأنه. كل
: مبتدأ مرفوع مضاف امرئ مضاف إليه مجرور.
وشأنه : الواو عاطفة بمعنى مع ، شأنه : مبتدأ معطوف على كل والخبر
محذوف تقديره (مقترنان).
يحذف الخبر جوازاً فيما يأتي:
1- إذا كان الخبر جواباً عن سؤال مثل:
من عندك ؟ فتجيب : محمد . والتقدير : محمد عندي، فَحُذِفَ الخبر
لوجود دليل عليه ، وهو ذكره في السؤال.
2 بعد (إذا) الفجائية ، مثل :
خرجت فإذا المطر، والتقدير : فإذا المطر منهمر . الخبر محذوف جوازاً.
النواسخ
النسخ في اللغة هو إزالة الشيء وإقامة آخر مقامه. وفي اصطلاح النحويين إزالة حكم إعرابي عن كلمة بسبب دخول ناسخ من النواسخ عليها، ومن النواسخ كان وأخواتها ، والحروف المشبهات بليس ، وإن وأخواتها .
أ- ألفاظها ومعانيها :
أولا : كان وأخواتها
أخوات كان هي: (ظل، بات، أصبح أضحى، صار، أمسى، ليس، مازال،
ما برح، مافتی، ما انفك، مادام.
وتدخل جميعها على المبتدأ والخبر، فترفع الأول ويسمى اسمها وتنصب الثاني ويسمى خبرها، وفيما يأتي بيان لمعنى كل منها :
1- كان وهي فعل ماض ناقص لا يحمل إلى الجملة سوى دلالة الزمن ويكون هذا الزمن ماضياً إذا كانت بصيغة الماضي، وحاضراً ومستقبلاً إذا كانت بصيغة المضارع ، ومستقبلاً إذا كانت بصيغة الأمر، وذلك مثل: كان الولد نشيطاً. يكون الولد نشيطاً. كن نشيطاً.
2- صار : وتفيد تحوّل الاسم إلى الخبر ، مثل : صار العجين خبزاً.
فالعجين في المثال تحوّل إلى خبز.
3 - ظَلَّ : وتفيد اتصاف الاسم بالخبر طوال النهار ، مثل : ظل الجو معتدلاً.
أفادت اتصاف الجو بالاعتدال طوال النهار.
دام : وتفيد دوام اتصاف اسمها بالخبر ما بقي كل منهما مرتبطا بالآخر،
مثل : لن يرسب الطالب مادام مجتهداً. والأفعال الخمسة الأخيرة (زال) - برح - فتى - انفك - دام) لا تستعمل ناقصة وتدل على الدوام والاستمرار إلا إذا تقدمت عليها (ما) النافية ويجوز في مازال أن يتقدم عليها (لا) فنقول (لا يزال) والمعنى واحد. ولا يزال الجو بارداً.
نقول: ما زال الجو بارداً.
ب - شروط عملها :
الأفعال الناسخة السابقة تنقسم باعتبار شروط عملها إلى ثلاثة أقسام أو ثلاث فئات:
القسم الأول أو الفئة الأولى:
وتضم ثمانية أفعال هي : (كان ، أمسى ، أصبح ، أضحى ، ظل، بات ، صار، ليس وليس لها من شرط للعمل إلا أن تكون ناقصة، وأما ماعدا
ذلك فليس لعملها أي شرط آخر، مثل:
كان الطريق موحشاً .
بات المريض ساهراً .
ظل القمر منيراً .
أصبح الجو بارداً .
أمسى الغريب وحيداً. صار الدقيق عجيناً.
أضحى الحق ساطعاً.
ليس الطريق مزدحما. أما إذا كانت تامة فإنها لا تعمل في المبتدأ والخبر ، فنقول:
كان الإنسان. بمعنى (وجد)
وأمسى علي .
(دخل في المساء)
وأصبح زيد.
(دخل في الصباح)
جملة اسمية؛ مثل :
صار الملعب أرضه ممهدة.
فالجملتان (يتدربون)، و (أرضه ممهدة، وقعتا خبرين لأفعال ناسخة .
و تعرب على النحو الآتي :
يتدربون : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة فاعل ، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان.
في المدرسة : جار ومجرور متعلق بخبر محذوف تقديره موجودون
د - ترتيب جملتها:
الأصل في هذه الأفعال الناسخة أن تتقدم على معموليها (الاسم والخبر)
باعتبارها عاملة فيهما، وشأن العامل أن يتقدم على المعمول.
والأصل في مرفوعها (أي اسمها أن يقع بعدها مباشراً لها باعتباره مخبراً
عنه موصوفاً بمعنى الخبر، وشأن المخبر عنه والموصوف أن يتقدم على الخير أو الصفة..
وعلى هذا تكون عناصر الجملة مرتبة كما يأتي: الفعل الناسخ أولا ، ثم (الاسم المرفوع (به) ، ثم الخبر أي المنصوب به،
مثل : ما يستعمل تاما من هذه الأفعال :
تمام الفعل كما عرفت في موضع سابق هو أن يدل على حدث وزمن ونقصانه هو أن يدل على زمن فقط، فإذا دلّ على حدث وزمن اكتفى بمرفوعه وخرجت جملته عن دائرة الجملة الاسمية ، كما أنه لم يعد فعلا ناسخا ، وإذا دل على زمن فقط لم يكتف بمرفوعه، والأفعال التي دار حديثنا عنها فيما سبق كان وأخواتها منها ما يستعمل ناقصاً لا غير ومنها ما يستعمل تاماً وناقصاً، فأما ما لا يستعمل إلا ناقصاً فثلاثة أفعال هي: (ليس ، ما زال ، ما فتى) .
وأما ما يستعمل تاماً وناقصاً فهو :
( كان، وصار، وظل، وأصبح، وأضحى، وأمسى، وبات، وما برح، وما انفك، ما دام) .
وقد عرفت كيف تستعمل ناقصة ، وأما تمامها فهو أن تكتفي بمرفوعها
الذي يسمى فاعلاً ، مثل : صَحَتِ الأُمَّةُ فكانت النَّهَضَةُ .