. معنى الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر.
. علاقة هذه الأركان بالعقيدة.
معنى الإيمان بالقدر
القدر: تقدير الله تعالى للمخلوقات حسبما سبق به علمه واقتضته حکمته.
والإيمان بالقدرة التصديق الجازم بتقدير الله تعالى جميع الأشياء في القدم، وعليه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده، وعلى صفات مخصوصة، وكتابته سبحانه لذلك ومشيئته له، ووقوعها على حسب ما قدرها، وخلقه لها .
وجوب الإيمان بالقدر
يجب الإيمان بأن كل خير وشر فهو بقضاء الله وقدره، وأنه الفعال لما يريد، لا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء من مشيئته، ولا يصدر إلا عن تدبيره.
فإن الله خالق كل شيء ورنه ومليكه، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يقع في الوجود شيء إلا تمشيلته، فهو على كل شيء قدير.
علاقة التوحيد بالإيمان بالقدر
ولا يتحقق التوحيد إلا بالإيمان بالقدر، كما قال ابن عباس الله : «القدر نظام التوحيد ، فمن وحد الله وكذب
بالقدر نقض تكذيبه توحيده (1)
فلا ينتظم للعبد توحيد ولا يتم له ذلك إلا إذا آمن بالقدر، فالتكذيب بالقدر ينقض التوحيد ويبطله، لما في ذلك التكذيب من إنكار لصفات الله تعالى كالعلم والقدرة والمشيئة والخلق ونحوها ولما فيه من إنكار لربوبية الله، وإنكار الصفات الإلهية ينقض التوحيد القائم على إثبات هذه الصفات الله عز وجل.
وإذا آمن بالقدر صدق إيمانه توحيده، فإذا ايقن أن الله تعالى بكل شيء عليم، وأنه على كل شيء قدير، وأن الضر والنفع والسعادة والشقاء كل ذلك بيد الله تعالى وحده، وأنه الذي يقلب القلوب، ويصرفها كيف يشاء، فإن هذا الإيمان يحقق التوحيد فيوجب تمام تعلقه بالله تعالى، واللجوء والافتقار إليه، والانكسار بين يديه، ويكون الله وحده هو معبوده ومقصوده، فالله أحب إليه من كل ما سواه، وأخوف عنده من كل ما سواه، وارجى له من كل ما سواه.
مذهب أهل السنة والجماعة في القضاء والقدر
أهل السنة والجماعة وسط في مسائل القدر بين القدرية النفاة، وبين الجبرية - الغلاة، فأثبتوا القدر وصدقوا النصوص الدالة. على ثبوته، ويثبتون أن العبد . فاعل حقيقة، والله خالق فعله، وأن للعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة، والله . خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم.
كما قال تعالى : لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (٢) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) (1).