هل تريد تنزيل كتاب الفلسفه للصف الثاني الثانوي ادبي المنهج الليبي الجديد 2025 برابط تحميل مباشر ومجانا وبصيغة pdf.
محتوى الكتاب
الحضارة .
(ب) الحضارة البابلية : رأى البابليون أن لكل مظهر من مظاهر الطبيعة إلها خاصاً به ، فهناك إله للأرض، وإله للسماء، وإله للبحر، وإله للشمس، وإله للقم ووضعوا لها درجات
(جـ) الحضارة الآشورية : قال الأشوريون بإله واحد لم يلد ولم يولد وليس له زوجة أو شريك ، وهو آشور . كما اعتقدوا بالحياة الأخرى بعد الموت . وقد درس الآشوريون الفلك واتجاهات الرياح لتحقيق أغراض ومنافع في مجال الزراعة والتجارة .
2 الحضارة الفارسية : اصطبغ التفكير فيها بآراء ( زرادشت )) الذي قال بوجود مبدأين في العالم : مبدأ النور والخير ، ومبدأ الظلام والشر. ولكل مبدأ أنصار (حزب) والحرب قائمة بين الحزبين وتنتهي بانتصار مبدأ الحق والخير وبهزيمة
مبدأ الباطل والشر ، ويصير في العالم مبدأ واحد .
3 الحضارة الهندية : تعددت الديانات عند قدماء الهنود كما تعددت آلهتهم ، وكان
كل إله يختص بشأن من شؤون الحياة، وكانت الديانة (( البراهمية ) على رأس شؤون تلك الديانات وأبرزها جميعاً، فقد جمعت الآلهة المتعددة في إله واحد . وقد تصور البراهمة فكرة الخلق على النحو التالي : في الأصل كان الموجود واحداً ، ثم خلق النور ، ومن النور انبثقت المياه ، ومن المياه تكونت الأرض، وكل ذلك تم بإرادة (( براهما )) وقدرته .
-4- الحضارة الصينية : كان لآراء حكيم الصين كونفوشيوس ( 551 - 478 ق.م ) آثار عميقة في الفكر الصيني لما انطوت عليه من آراء ارتبطت بسلوك الأفراد والجماعات ، فجوهر الدين عنده هو المعاملة أو السلوك . وانتهى إلى المبدأ الخلقي المشهور : (( لا تعامل الناس بما لا تحب أن يعاملوك به . وترتكز المعرفة عنده
على الفضيلة ، بل إن الفضيلة والمعرفة عنده صنوان ، أما المبدأ السياسي عنده، فهو أن الشعب يجب أن يكون المصدر الحقيقي للسلطة (( سيادة الشعب )) .
ثانياً - التفكير في الحضارة اليونانية القديمة : اتفق بعض المحدثين من مؤرخي علم الفلسفة الغربيين - مع اعترافهم بسبق الشرق القديم إلى ابتداع الحضارات وتأثير اليونانيين القدماء بتراث حكمائه - على أن التفكير في الحضارة اليونانية القديمة تميز عن التفكير الشرقي القديم بالمميزات التالية :
-1- التماس المعرفة لذاتها : بمعنى أن يتجه العقل إلى كشف الحقيقة بباعث من اللذة العقلية ودون أن تدفعه إلى ذلك أغراض عملية نفعية أو غايات دينية.
2- إنشاء العلوم في صورتها النظرية الخالصة : فتجاوزوا في الرياضيات مرحلة
الأمثلة الفردية المحسوسة إلى مرحلة التعريفات والبراهين ، وتوصلوا إلى القوانين والنظريات التي تستند إلي البراهين العقلية ، وأقاموا علم الفلك النظري فرصدوا الكواكب المعرفة القوانين والنظريات التي تفسر سيرها ، وتعلل ظهورها واختفاءها .
-3 فصل التفكير العقلي عن التفكير الديني : حيث استقلت الفلسفة عن الدين واعتمدت على المنطق والبراهين العقلية مما أدى إلى وضع قوانين ونظريات تفسر الظواهر وتعلل الموجودات
مما سبق نستطيع أن نتبين أوجه الاتفاق وأوجه الاختلاف بين التفكير الشرقي القديم والتفكير اليوناني
-1- اتفق التفكيران في مجالات الدراسة وهي : الظواهر الطبيعية، والرياضية ، والأفكار الدينية .
2- اختلف التفكيران فيما يلي :
(أ) بواعث التفكير : فباعث التفكير الشرقي القديم هو تحقيق المنفعة العملية ، وإشباع العاطفة الدينية . وباعث التفكير اليوناني القديم هو الشعور بالجهل ، وكشف الحقيقة ( اللذة العقلية ) .
(ب) منهج التفكير : فالمنهج لم يكن واضحا في التفكير الشرقي القديم بينما الاستدلالات والبراهين العقلية هي منهج التفكير اليوناني القديم .
هدف التفكير : الهدف في التفكير الشرقي القديم هو المنفعة، والتحرر من الشر، والألم ، والهدف في التفكير اليوناني القديم هو الوصول إلى القوانين التي تفسر مظاهر الوجود .
عصور التفكير اليوناني القديم :
سنعرض فيما يلي أمثلة للتفكير اليوناني عبر عصوره المختلفة توضح لنا أهم الخصائص التي تميز بها .
أولا - عصر الفلسفة الطبيعي :
اهتم علماء الفلسفة في هذا العصر بالبحث في نشأة الكون، ومادته، وكيفية اتحادها لتكوين الكائنات، وتحولها من صورة إلى أخرى ، وحددوا العناصر الأساسية لمادة خلق الكون بأنها الماء أو الهواء، أو النار، أو التراب ، أو مزيج من هذه العناصر الأربعة .
ثانيا - عصر الفلسفة الإنساني :
بدأ هذا العصر بآراء السوفسطائيين وجدل سقراط وحواره، وقد حول سقراط
الاهتمام إلى دراسة الإنسان ) العالم الداخلي ( بدلا من الاهتمام بدراسة العالم
الخارجي، فقيل إنه أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض ، وقد عمق كل من أفلاطون
وأرسطو اتجاه سقراط مع عدم الفصل بين الإنسان والكون والربط بينهما، وفيما
يلي نبذة عن أبرز مفكري هذا العصر
1- السوفسطائيون :
لفظ (( سوفسطائي (( معناه (( المعلم (( وخاصة معلم البيان . وكان السوفسطائيون
طائفة من المثقفين يعلمون الناس البيان ، وأصول الجدل والخطابة، وكانت أفكارهم
في بدايتها ثورة في الفلسفة ، إلا أنهم انحرفوا فيما بعد ، فأساؤوا استعمال الجدل
واعتمدوا على المغالطة والتلاعب بالألفاظ ، والاتجار بالعلم ( المعرفة ) لخدمة
الأفكار لا لخدمة الحقائق ، والأفكار قد تكون صحيحة أو باطلة ، فأصبحوا بذلك
مغالطين إذ كثيرا ما كانوا يدافعون عن خصمين في وقت واحد .
ويعد (( بروتاجوراس )) ( 410 ق.م ) أشهر السوفسطائيين ، وإليه تنسب العبارة
المشهورة (( الإنسان مقياس الأشياء جميعا (( فما تراه أنت حقاً أو خيراً يراه غيرك
باطلاً أو شرا . وبناء على ذلك ليس هناك حقيقة ثابتة ، بل هناك حقائق مؤقتة.
متعددة بتعدد الأشخاص ، أي أن الحقيقة (( نسبية (( متغيرة بتغير الزمان والمكان وبتغير أحوال الشخص .
) 2 سقراط : ( 469 - 339 ق.م-
تصدى سقراط للسوفسطائيين الذين شككوا في جميع النواحي الدينية والخلقية والثقافية ، فوضع حداً لعاصفة الشك التي أثارها السوفسطائيون .
وتتلخص أهم آراء سقراط فيما يلي :
(أ) آمن سقراط بالخلود واعتقد أن النفس متمايزة عن البدن ولا تفنى بفنائه وعند الموت تتحرر النفس من سجنها أي من البدن ، وتعود إلى صفاء طبيعتها .
(ب) تتكون الطبيعة الإنسانية من حس و عقل . والعقل هو الذي يسيطر على الحس. وغاية الإنسان عقلية روحية ، ولا تتحقق هذه الغاية إلا إذا أصبح الإنسان فكراً خالصاً وخلص من علائق البدن ، وشواغله .
(جـ) استخدم سقراط المنهج الجدلي الذي يعتمد على محورين هما :
التهكم ( الجانب السلبي ) وفيه يدعي سقراط الجهل لاستدراج محدثه للكلام والوقوع في الخطأ والتناقض
2 التوليد ( الجانب الإيجابي ) ويقوم على توليد المعاني وتحديد الألفاظ ليمنع التلاعب بالألفاظ والمغالطة، كما استخدم المنهج الاستقرائي الذي يتدرج فيه الباحث من الجزئيات إلى الخصائص (( الماهيات (( المشتركة بينها ثم يحاول تحديد الماهية أي تعريفها بذكر صفاتها الجوهرية واستبعاد صفاتها العرضية
مثال : الجزئيات ، مثل : محمد ، خليل ، إبراهيم ، فاطمة ، سعاد .. إلخ
المختلفين في اللون والشكل والحجم والثقافة .. إلخ
الماهيات : الخصائص المشتركة، كالنطق والتفكير اللذين يعتبران من الصفات الجوهرية لبني الإنسان، بينما الصفات الأخرى، كاللون والشكل .. تعتبر صفات عرضية لهم (د) أحدث سقراط ثورة فكرية ودينية ، فرفض تصديق ما يروى عن شهوات الآلهة وخصوماتها ، كما صورتها الأساطير والأشعار اليونانية، فألبت عليه آراؤه الدينية أعداءه واتهموه بإنكار الآلهة الشعبية وبإفساد عقول الشباب، وقدم