هل تريد تنزيل كتاب مبادئ التربيه وعلم النفس للصف الثاني الثانوي ادبي المنهج الليبي الجديد 2025 برابط تحميل مباشر ومجانا وبصيغة pdf.
محتوى الكتاب
مفهوم التربية وتعريفها :
التربية في اللغة:
التربية ترجع في معناها اللغوي إلى فعل ربي أي بمعنى نما وزاد جاء في قوله تعالى " وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ (1) وربي في بیت فلان نشأ ، فيه وربي بمعنى نمى القوى العقلية والجسدية والخلقية ، وفي
ولقد تعددت معاني التربية ، فهي بمعناها الواسع تعني كل عملية تساعد على تشكيل عقل الفرد وجسمه وخلقه باستثناء ما قد يتدخل فيه من عمليات تكوينية أو وراثية ، وهي بمعناها الضيق تعني غرس المعلومات والمهارات المعرفية من خلال مؤسسات أنشئت لهذا الغرض كالمدارس ، وكذلك فإن تعريف التربية يختلف باختلاف وجهات النظر ويتعدد حسب الجوانب والمجالات المؤثرة فيها والمتأثرة بها ، ولهذا فإن لها عدة معان وتعريفات ، فلها المفهوم التعليمي والاقتصادي والمهني والتأديبي أو التهذيبي وقد يشار إلى التربية البيداغوجيا Pedagogy التي ترجع إلى أصلها الإغريقي الذي يعني توجيه ، الأولاد حيث تتكون هذه الكلمة من مقطعين Paid وتعني ولد و agog us وتعني توجيه والبيداغوجي يعني عند الإغريق المربي أو المشرف على تربية الأولاد وفي معجم العلوم السلوكية أن التربية تعني التغيرات المتتابعة التي تحدث للفرد، والتي تؤثر في معرفته واتجاهاته وسلوكه ، وهي أيضاً تعني نمو الفرد الناتج عن الخبرة أكثر من كونه ناتجاً عن النضج، والتربية وهي مشتقة من الكلمة اليونانية educate بمعنى استخراج المعاني الفطرية عند الطفل .
يعد مفهوم التربية من أكثر المفاهيم التربوية شمولا وعمومية، وله العديد من المعاني والدلالات من حيث الدلالة اللغوية وترادف التربية لفظ "التنمية". وعلى هذا الأساس تصبح علاقتها بالمدرسة علاقة محدودة، وليس علاقة
مطلقة و كما هو الشائع. لأن التربية تبدأ والإنسان جنين في بطن أمه، وهي تمتد معه طوال حياته، لأن حياته تعني احتكاكه وتفاعله بالآخرين.
وعادة ما ينظر إلى علم التربية على أنه علم تطبيقي، على أساس أنه علم يطبق أو يوظف المبادئ والقوانين المأخوذة من علوم أخرى (مثل علم النفس علم الاجتماع، وعلم الإدارة، وعلم الاقتصاد ) لصالح تنمية الشخصية الإنسانية بكافة جوانبها). وبهذا أصبحت التربية عملية تفاعل مستمر بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها وهي بالتالي تقوم باستخراج إمكانيات الفرد، وهي التي تعمل على تكوين اتجاهاته وتنمية وعيه بأهداف المجتمع التي يسعى لتحقيقها ، وهي التي تشكل أفراد وتكسبهم المعايير والأيدولوجيات التي تسود النظام الاجتماعي وتوجهه ، بذلك أصبحت التربية قضية حيوية تشغل المجتمع على أوسع نطاق ، بل أصبحت الأداة الأساسية التي تلجأ إليها المجتمعات المعاصرة لبناء الإنسان الذي تضعه أمام مهمات التغير والتطور المستمر، فتساعد الفرد على تأدية واجباته العامة والخاصة .
فالتربية هي العمل المنسق المقصود الهادف إلى نقل المعرفة وتكوين الإنسان والسعي به في طريق النمو من جميع النواحي وعلى مدى الحياة .
والتربية في الاسلام تعني بلوغ النمو بالتدرج ، ويقصد بالنمو نمو الجسد والعقل ، أي الجانب المادي والمعنوي ، ويتضح ذلك من اقتران الصلاة بالزكاة في مواضع كثيرة من القرآن : حيث إن الصلاة تمثل نضج الجانب الروحي وتمثل الزكاة نضج الجانب المادي، وهما معاً يمثلان درجة النضج في الإنسان روحياً وجسدياً ، وتسبق الصلاة الزكاة بالذكر لأن النمو الجسم لا يأتي إلا بعد نمو الروح. وهدف التربية إيقاظ وتنمية تلك الجوانب الجسمية والعقلية والخلقية للطفل التي يتطلبها منه كل من المجتمع والبيئة التي أعد من أجلها أحد علماء
التربية ( ستالوتزي) : أن التربية الحقة تشبه الشجرة التي غرست على مقربة من مياه جارية ، والإنسان يشبه هذه الشجرة ، ويتفق دبوي مع فرويل : على أن للتربية وجهين أو جانبين أحدهما سيكولوجي والآخر اجتماعي .
وفي ضوء هذا التعريف فإن التربية لم تعد مقصورة على مرحلة من مراحل عمر الإنسان ، بل أنها أصبحت عملية مستمرة مع الإنسان من المهد إلى اللحد وهذا التعريف يتفق مع ما نادت به الشريعة والتربية الإسلامية .