والإيمان بربوبيته يتضمن أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه على كل شيء قدير، وأنه لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع كما قال تعالى : ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكَ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ، وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .
العلاقة بين الإيمان بالله تعالى وتوحيد الأسماء والصفات
إن مما يتضمنه الإيمان بالله تعالى الإيمان بأسمائه وصفاته، أي: إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، قال تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، في هذه الآية نفى الله سبحانه وتعالى أن يماثله شيء، واثبت انه سميع بصير، فيسمى ويوصف بما سمى ووصف به نفسه في كتابه، وبما سماه ووصفه به رسوله ، ولا تتجاوز الكتاب والسنة في ذلك، لأنه لا احد أعلم بالله من الله، ولا احد بعد الله اعلم بالله من رسوله .
قال تعالى : ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَيهِ، سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا
يعملون ، وكذلك يجب نفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه، وما نفاه عنه رسوله ، وتنزيهه عن كل نقص وعيب، فنثبت له الأسماء والصفات مع نفي مماثلته للمخلوقات إثباتاً بلا تشبيه، وتنزيهاً بلا تعطيل.
وقال تعالى : ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ).
أي الوصف الأعلى من كل الوجوه فهو سبحانه الموصوف بالكمال المطلق من كل الوجوه.